غموض أمني في الضمير

الوقت اللازم للقراءة:
2 minsفي مدينة الضمير استيقظت الأزقّة فجر السبت 18 تشرين الأوّل 2025 على صوت اقتحامٍ خاطف، وانتهت الحكاية بجثمانٍ يُنقل إلى مشفى حرستا بعد عمليةٍ لا تزال ملابساتها غير مفهومة.
بحسب روايات الأهالي ومصادر محليّة متقاطعة، تشهد أحياءٌ في مدينة الضمير شرق دمشق حالةَ احتقانٍ وغضبٍ بعد وفاة «خالد المسعود البدري العنزي» متأثّراً بإصابته خلال مداهمةٍ قالت مصادر محليّة إنّها جرت بغطاءٍ من «التحالف الدولي»، وبمشاركة قوة أمنيّة سوريّة -في الأصل كانت من جيش سوريا الحرّة المدرّب أميركياً – استهدفت البدري وشخصين آخرين كانوا في منزله قُتلا أثناء الاشتباك فجر السبت 18 تشرين الأول 2025.
وتؤكد المصادر أنّ العملية نُفّذت على نحوٍ خاطف داخل حيّ العرب، وأنّ البدري حاول مقاومة القوّة المقتحمة قبل إصابته، ليُنقل لاحقاً إلى مشفى حرستا حيث أُعلنت وفاته في ساعاتٍ مبكرة من يوم الاثنين 20 تشرين الأوّل.
خالد البدري، العضو السابق في أحرار الشام، التحق لفترة بتنظيم «داعش» إبّان سيطرته على المنطقة، وتربطه صلة قرابة بالقيادي السابق في التنظيم إبراهيم النقرش. وبعد ذلك عمل – بحسب تلك المصادر – مع هيئة تحرير الشام، ولاحقاً مع أجهزة الحكومة السوريّة بصفةٍ «استخباراتيّة». وحتى ساعة إعداد هذا الخبر، لم تُصدر الحكومة السوريّة ولا «التحالف الدولي» تعليقاً رسمياً يوضّح ملابسات العمليّة.
في الخلفيّة، تحضر سوابقُ ذات دلالة؛ ففي أيّار 2023 قُتل لطفي حسن مستو (56 عاماً) بغارةٍ للتحالف في قورقانيا شمال إدلب، قبل أن يعلن أنه استهداف بناء على «معلومات خاطئة»، بما كشف هشاشة منظومة التحقّق وارتفاع احتمالات إصابة مدنيين بلا مبالاة ولا كِلفة لاحقة.
تقول العائلة إنّها دعت أولاً إلى وقفةٍ للمطالبة بالإفراج عن خالد المسعود، ثم تحوّلت الدعوة بعد وفاته إلى احتجاجٍ على «تجاوزات التحالف وقتله للسوريين بذريعة مكافحة داعش». ذريعةٌ خبرها الأفغان والعراقيون قبل السوريين؛ عنوان واحد لعملياتٍ تُدار بمعلومةٍ رخيصة، تنتهي غالباً بمدنيٍّ مُسجّى أو « هدفٍ خاطئ».
وهنا نستعيد أيضاً منشوراً احتفائيّاً للمبعوث الأميركي توم باراك، حيث علّق على حسابه بفخرٍ قائلاً: «سوريا عادت إلى صفنا ». نُذكّر بأنّ مثل هذه العواقب متوقَّعةٌ دائماً حين يُصار إلى العمل مع قوى أجنبيّة فيكون لها المغنم وعلى شعبنا المغرم. كما أنّ للنّاس حقّاً على الدولة وأجهزتها أن تشرح ما حدث وتبيّن ملابساته؛ واجبٌ لم ينجَز بعد.
