علاقات ملغومة

الوقت اللازم للقراءة:
1 minsبين ذاكرةٍ مثقلة بالقصف والتهجير، ومائدة تفاوض، يصل الرئيس السوري أحمد الشرع إلى موسكو اليوم الأربعاء 15 تشرين الأول 2025، في أول زيارة رسمية له إلى روسيا. يشكّل اللقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين محطة تفاوضية ثقيلة لتفكيك إرث عقدٍ كامل من الحرب والسياسة.
على الطاولة قضيتان مركزيتان: الوجود العسكري الروسي في قاعدتَي طرطوس وحميميم، و المطالبة بتسليم مجرم الحرب بشار الأسد المطلوب للعدالة. يحضر في دمشق ثِقَلُ السجل الروسي الدموي: قصفُ مناطق مدنية واستخدامُ الذخائر العنقودية، جراحٌ وثّقتها منظمات حقوقية دولية ومتراكمةٌ في الذاكرة السورية. إرثٌ أسود يستدعي مراجعة صريحة لأسس علاقة اعتراها خللٌ أخلاقي وسياسي.
بالمقابل، البراغماتية الحكم هنا، فالجيش السوري يعتمد عتاداً روسيَّ المنشأ أصابه التهالك ويحتاج إلى تجديدٍ وإصلاح، والبلاد تفتقر إلى منظوماتٍ دفاعية فعّالة. وكذلك تبرز الحاجة إلى دورٍ روسيٍّ في الجنوب السوري لضبط التصعيد، ما يعزّز ثقل موسكو في معادلات الإقليم وتشابكاتِ الأمن والمصالح، تُغلَّب مقاربةُ «إدارة الضرر وتقليل كلفته» على لغة الودّ، طلباً لحدٍّ أدنى من المتطلبات الدفاعية .
وعليه؛ العلاقة مفهومة بضرورات المشهد، والزيارة محاولةٌ لترويض علاقةٍ قديمةٍ ملغومة: علاقةٌ تُدار بحسابٍ باردٍ ومصلحةٍ عامة تُفهَم في ظرفها، مع إبقاء الجرائم تحت المساءلة ووضعِ موسكو في خانة المُدان لا الحليف ولا الصديق.
