زيارة غير شرعيّة !

آخر تحديث: 20 نوفمبر، 2025

الوقت اللازم للقراءة:

2 mins

زار رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صباح الأربعاء 19 تشرين الثاني 2025، مواقع عسكرية في الجنوب السوري برفقة وفد ضمّ وزير الدفاع يسرائيل كاتس، ووزير الخارجية جدعون ساعر، ورئيس الأركان إيال زامير. 

وبعد الجولة التي نشر صورها على حسابه في «إكس»، تحدث عن طبيعة الرسالة التي يحملها ظهوره الميداني، قائلاً: «زيارتي إلى المنطقة العازلة في سوريا كانت مهمة جداً»، قبل أن يشير إلى أن أحد أهدافها يتمثل في ضمان منع تكرار أحداث السابع من أكتوبر، مضيفاً: «نريد التأكد من أن السابع من أكتوبر لن يتكرر من كل الجبهات بما في ذلك الحدود السورية».

التصريحات جاءت مترافقة مع تأكيدات تتصل بملفات يعتبرها الاحتلال شديدة الحساسية في الجنوب، حيث قال نتنياهو: «لن نسمح بأي تطور للتهديدات تجاهنا في جنوب غرب سوريا وحماية الدروز في السويداء»، بينما قدّم قراءة تخصّ الاتصالات الدائرة حول الترتيبات الأمنية بقوله: «لا أعتقد أن زيارتي تؤثّر على احتماليات الاتفاق الأمني ومصلحة سوريا في التوصل للاتفاق أكبر من مصلحة إسرائيل». 

وذكرت «القناة 12» الإسرائيلية أنّ الزيارة تتزامن مع تقارير عن تواصلات لبلورة ترتيبات أمنية تخصّ الجنوب السوري، في وقت أعلنت فيه «الشاباك» اعتقال 23 شخصا بتهمة المشاركة في شبكة لتهريب السلاح شمال الأراضي المحتلة.

وفي رد رسمي سريع، أدانت وزارة الخارجية السورية الزيارة بوصفها “انتهاكاً خطيراً لسيادة سوريا ووحدة أراضيها”، معتبرة أنها محاولة لفرض أمر واقع يتعارض مع قرارات مجلس الأمن. وأكد البيان تمسّك دمشق بالانسحاب الكامل للاحتلال من الجنوب السوري والعودة إلى اتفاقية فضّ الاشتباك لعام 1974، داعياً المجتمع الدولي إلى إلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها على الأراضي السورية.

تأتي جولة نتنياهو بعد أقل من 48 ساعة على تحرّك ميداني لافت تمثل بوصول وفد عسكري روسي-تركي-سوري إلى محيط القنيطرة يوم الاثنين 17 تشرين الثاني. ووفق مصادر محلية نقلتها وكالة الأنباء الألمانية، تنقّل الوفد بين سعسع وبيت جن والتلول الحمر وصولاً إلى مناطق في القنيطرة الوسطى، متفقدا مواقع كانت تتولى القوات الروسية إدارتها خلال سنوات الصراع.

الرسالة الإسرائيلية تتقدّم من خلال التوقيت وطبيعة الظهور الميداني؛ جولة نتنياهو تُظهر رغبة واضحة في إبراز الجنوب بوصفه مجالاً تتحرك فيه تل أبيب بثقة كاملة، وتتحول الخطوة إلى إشارة سياسية موجّهة إلى الأطراف التي كانت في القنيطرة قبل يومين، حيث يحرص الاحتلال على تأكيد اليد العليا في الجنوب السوري، وعلى إبراز حضوره باعتباره الفاعل الأكثر تأثيراً  في تلك الجبهة القابلة للاشتعال في انتهاك وعدوان واضح حاول بيان وزارة الخارجيّة السوريّة تخفيف أثره وحجمه بوصفه بـ«زيارة غير شرعيّة»!