توتر متصاعد بين قسد والعشائر العربية

آخر تحديث: 2 نوفمبر، 2025

الوقت اللازم للقراءة:

3 mins

شهدت بلدة الكسرة في ريف دير الزور الغربي (منطقة الجزيرة) مساء الاثنين 27 تشرين الأول 2025 اشتباكات مسلحة بين عناصر قوات سوريا الديمقراطية (قسد) ومجموعات من شباب قبيلة البقارة، إثر مقتل الشاب مجد الرمضان الهنشل برصاص عناصر من الميليشيا.

وفق مصادر محلية، كان الشاب يقود سيارته برفقة صديقه على الطريق الواصل بين الكسرة والكُبَر غربي دير الزور، حين تجاوز سيارة تقل عناصر من «قسد»، فأطلق أحدهم النار عليه بشكل مباشر ومن دون مبرر، ما أدى إلى مقتله على الفور، قبل أن يواصل المسلحون طريقهم من دون توقف.

أثار الحادث غضباً واسعاً في أوساط أبناء البقارة، فشهدت المنطقة الغربية من دير الزور حشودا كبيرة لأبناء القبيلة توجهت نحو بلدة الكسرة، بينما دفعت «قسد» بتعزيزات عسكرية وأغلقت مداخل البلدة، ونشرت قناصين على أسطح المنازل. ومع تدخّل وجهاء القبيلة، تراجعت حدة التوتر مؤقتاً.

وفي اليوم التالي، خرجت مظاهرة شعبية شارك فيها عدد من أهالي البلدة، قطع خلالها المحتجون الطرقات مطالبين بتسليم القاتل إلى العدالة.

مصادر خاصة لـ«وتد» أكدت أن مطلق النار هو قيادي في قسد من مدينة عين العرب (كوباني) يُدعى «هافال دوران». ومع وصول وفد من قيادات الميليشيا إلى المنطقة، تم التوصل إلى اتفاق مع وجهاء المنطقة لاعتبار الحادثة «قضية خطأ» ودفع دية مالية لذوي الضحية مجد الهنشل.

لاحقا، أصدرت «قسد» بياناً رسمياً حول الحادثة قالت فيه إن القاتل عنصر من قوات مجلس دير الزور العسكري، في محاولةٍ لإظهار أن الجريمة نفذها مقاتلون عرب، وأضاف البيان أنّ المتورطين أُوقِفوا وأُحيلوا إلى الجهات القضائية المختصة، في المقابل ما يزال التوتر قائماً في المنطقة مع مطالبات من بعض ذوي الضحيّة بتسليم القاتل.

صدام مشابه في الحسكة

الحادثة جاءت بعد أيام قليلة من واقعة مشابهة في محافظة الحسكة، حين اندلعت في 24 تشرين الأول اشتباكات عنيفة في قرية قرهوك بريف بلدة اليعربية شرقي الحسكة، بين «قسد» ومقاتلين من قبيلة شمر الجربا، في أول مواجهة مباشرة من نوعها بين الطرفين.

بدأ التوتر عندما حاولت «قسد» اعتقال القيادي في ميليشيا “صناديد شمر” علاء محمود الهليل الشمري من منزله في قرهوك، فتصدى لها مع شقيقه علي وعدد من أقاربه وطردوا القوة المهاجمة من القرية.

ردّت «قسد» بإرسال تعزيزات كبيرة وحاولت اقتحام البلدة، ما أدى إلى اشتباكات أسفرت عن مقتل عنصرين من قسد وإعطاب مركبتين عسكريتين بقذائف RPG، قبل أن يُقتل الوجيه محمود الهليل الزوبعي (68 عاماً)، والد القيادي علاء، برصاص قناصة قسد.

في المقابل، استقدمت قوات الصناديد حشوداً من أبناء قبيلة شمر لدعم القرية، إلى أن تدخّل التحالف الدولي بدورية عسكرية مدعومة بطائرة مسيّرة، ما أوقف القتال مؤقتاً. وتمكّن علاء وشقيقه علي من مغادرة قرهوك إلى بلدة تل علو (مقر مشيخة شمر) تحت حماية قوات الصناديد.

وادعت «قسد» حينها أن العملية كانت لملاحقة تجار مخدرات، بينما أكدت مصادر لـ«وتد» أن السبب الحقيقي هو محاولة اعتقال علاء بسبب زيارته الأخيرة إلى دمشق.

قراءة في المشهد

تكشف الحادثتان عن احتقان متنامٍ بين «قسد» والعشائر العربية في مناطق سيطرتها شرق الفرات، إذ تتكرر الاشتباكات على خلفيات أمنية أو اجتماعية سرعان ما تتحول إلى مواجهات مسلحة.

وبينما تحاول الميليشيا تغليف الحوادث بذرائع قانونية، يراها السكان استهدافاً ممنهجاً لشخصيات عشائرية نافذة، في سياق توترٍ آخذ في الاتساع بين المكوّنين العربي والكردي في الجزيرة السورية بسبب سياسات قسد.