«جيش سورية الحرة»: من الحرب إلى الأمن

آخر تحديث: 30 أكتوبر، 2025

الوقت اللازم للقراءة:

2 mins

أفادت مصادر عسكرية في «جيش سورية الحرة» (سابقاً) بأنّ الفصيل المتمركز في قاعدة التنف العسكرية بمنطقة الـ«55» شرقي حمص، والذي كان خاضعاً لقيادة الفرقة 70 في وزارة الدفاع السورية بعد سقوط نظام الأسد ويتلقّى دعماً من التحالف الدولي، قد أُلحِق بمديرية «أمن البادية» التابعة لوزارة الداخلية السورية ضمن عملية اندماج رسمية.

يتوزّع الفصيل الذي كان يضم نحو 485 مقاتلاً  -قبل سقوط نظام الأسد- على محاور تمتد من تدمر إلى القريتين والضمير، وقد جرى تعيين المقدم أحمد التامر قائداً جديداً بدلاً من سالم العنتري، مع بقاء مجموعة قتالية محدودة في قاعدة التنف لحماية القاعدة الواقعة ضمن «منطقة الـ55» على المثلث الحدودي السوري-العراقي-الأردني.

تأسّس الفصيل في تشرين الثاني 2014 باسم «جيش سورية الجديد» بقيادة العقيد مهند الطلاع المنحدر من مدينة موحسن في دير الزور، وتكوّن من مقاتلين انسحبوا من المحافظة عقب سيطرة تنظيم الدولة عليها. أقام معسكراته في الأردن وجنوبي التنف بدعم مباشر من التحالف الدولي، وكان هدفه المعلن تحرير دير الزور.

خاض الفصيل أولى معاركه مطلع 2015 ضد مواقع التنظيم في التنف، بغطاء جوي من طيران التحالف، ثم شنّ في حزيران 2016 هجوماً على البوكمال بدير الزور انتهى بالفشل بعد سيطرته لساعات على مطار الحمدان. وبعد سيطرته على معبر التنف، أُعيد تشكيله في كانون الأول من العام نفسه تحت اسم «مغاوير الثورة»، وتوسعت مناطق نفوذه لتشمل كامل نطاق الـ55 كيلومترا.

في أيلول 2022 أقال التحالف الدولي قائده الطلاع وعيّن النقيب فريد قاسم بدلاً عنه، ثم استُبدل الأخير في شباط 2024 بـالمقدم سالم العنتري الذي أعاد للفصيل نشاطه في مكافحة المخدرات وملاحقة مجموعات تنظيم الدولة  في عمق البادية.

شهد كانون الأول 2024 انتقالاً نوعياً حين شارك الفصيل للمرة الأولى في معارك «ردع العدوان»، فسيطر على السخنة وتدمر وخنيفيس والقريتين حتى وصل تخوم الضمير، مما أدى إلى انهيار قوات نظام الأسد وانسحابها من دير الزور وتسليمها لـ«قسد».

وبعد سقوط النظام، في شباط 2025 أعلن العنتري انضمام الفصيل إلى الجيش الوطني الجديد ضمن الفرقة 70 بوزارة الدفاع، قبل أن يُعاد تنظيمه مؤخراً ضمن وزارة الداخلية في خطوةٍ توحي بتحوّل جوهري في وظيفته؛ إذ يغادر ميدان الحرب إلى ميدان الأمن.